مسيحيو العراق وجيرانهم سلفيو الكويت: مفارقة
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مسيحيو العراق وجيرانهم سلفيو الكويت: مفارقة
السلام عليكم
راصد - إبراهيم اسماعيل - 24 / 12 / 2009م
تناقلت وسائل إعلامية أخبارا أن المسيحيين المتواجدين في مدينة البصرة، جنوب العراق، وفي لفتة كريمة من باب مراعاتهم لمشاعر شركائهم في الوطن «المسلمين الشيعة»، قرروا وبمبادرة ذاتية عدم إظهار فرحهم وإبتهاجهم وسرورهم للعلن بمناسبة ذكرى ميلاد السيد المسيح .
هذه الذكرى المجيدة والخالدة، التي لا تخص المسيحيين وحدهم، والتي تتوافق هذا العام مع ذكرى فاجعة الطف الأليمة التي يحييها المسلمون الشيعة كل عام حزنا على إستشهاد الإمام الحسين بن علي ، يتأجل الإحتفال بها إكراما لروح الشهيد وإحتراما لأحاسيس المفجوعين به.
تزامن هاتين "الشعيرتين" هذا العام هو نتيجة "حتمية" لأن الأولى تتبع التقويم الشمسي، بينما تتبع الأخرى التقويم القمري، والفارق بين التقويمين في عدد أيام السنة، كما هو معلوم، يجعل من توافق المناسبتين حدث يتكرر كل 33 سنة تقريبا.
لم يصر المسيحيون العراقيون «وهم أصحاب حق» على إحياء الذكرى السعيدة لميلاد عظيمهم وجيرانهم في الحي أو المدينة في حزن وحداد على شخصية أخرى عظيمة.
هذه هي لغة التسامح الفعلية النبيلة، والعيش المشترك الجميل، التي يتحلى بها المواطنون "المتحضرون" فيما بينهم.
هذه هي لغة العلاقات الإنسانية الراقية التي قال عنها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في ثنايا عهده لمالك الأشتر النخعي، لما ولاه على مصر: "... فإنهم «الناس» صنفان، إما أخ لك في الدين وإما نظير لك في الخلق..."[1] .
هذه هي اللغة التي تبني ولا تهدم، وتؤلف ولا تنفر، وتؤسس لسلام وأمن دائم يخدم مصالح الأفراد والمجتمعات والأوطان على حد سواء.
شكرا لهؤلاء الأخوة العراقيين المسيحيين الكرام وهنيئا للعراق والعراقيين بهم.
وتناقلت بعض وسائل الإعلام أخبارا لحدث آخر وفي دولة جارة للعراق من جهة البصرة، وأعني بها دولة الكويت الشقيقة.
الخبر هنا هو على النقيض من الأول تماما. لقد وضع بعض "السلفيين" لافتة "فتنة" كبيرة كتبوا عليها "عاشوراء يوم الفرح والسرور"!
نعم، لدى هؤلاء "المسلمين" يوم ذكرى إستشهاد سبط النبي ؛ "حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنْ الْأَسْبَاطِ"[2] ؛ وريحانته؛ " هُمَا «الحسن والحسين» رَيْحَانَتَايَ مِنْ الدُّنْيَا "[3] ؛ وسيد شباب أهل الجنة؛ " الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ "،[4] ؛ الذي لقي ربه منافحا عن كرامة "الإنسان"، وثائرا ضد الظلم والطغيان، وتاركا خلفه صرخة مدوية في كل مكان وعبر الأزمان "هيهات منا الذلة"، لتبقى حرقة رحيله المفجع، في واقعة دموية مؤلمة، جذوة مشتعلة في قلوب المؤمنين، الباحثين عن العدالة حتى تحققها، أو حتى يأذن الله فيرث الأرض ومن عليها، هذا اليوم هو في قاموسهم الغريب المخزي يوم "الفرح والسرور"؛ وليس مجرد "فرح وسرور" بل المعرف بـ "أل" كناية عن الإستغراق فيهما!
ويصدر هذا ممن؟!
من الذين يستشكلون في إظهار أي مظهر من مظاهر الإبتهاج في كل شيء، حتى في مجرد التبسم في وجه الآخرين «وجوههم دائما عابسة»؛ " تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ "[5] ، بل ويحرمون إحياء ذكرى مولد أفضل الخلق، وخاتم المرسلين، ومنقذ البشرية، عليه وآله أفضل الصلاة وأزكى التسليم!
يخال لي أنهم بتحويلهم لهذا اليوم إلى يوم "الفرح والسرور" كأنهم بذلك يحيون "عيد الغفران" لدى اليهود، ذلك اليوم الذي يصادف اليوم "العاشر" من الشهر السابع في تقويمهم:
"عيد الغفران «Yom Kippur» أقدس وأهم الأعياد على الاطلاق لديهم:
اليوم العاشر من الشهر السابع Tishri من التقويم اليهودى. يوم الغفران ترجمة للاسم العبري "يوم كيبور"، وكلمة كيبور من أصل بابلي ومعناها "يطهر" والترجمة الحرفية للعبارة العبرية هي "يوم الكفارة"، ويوم الغفران هو في الواقع يوم صوم ولكنه مع هذا أضيف على أنه عيد، يطلق عليه اسم "سبت الأسبات" وهو اليوم الذي يطهر فيه اليهودي نفسه من كل ذنب.
وبحسب التراث الحاخامي، فإن يوم الغفران هو اليوم الذي نزل فيه موسى من سيناء، للمرة الثانية، ومعه لوحا الشريعة حيث أعلن أن الرب غفر لهم خطئيتهم في عبادة العجل الذهبي."[6] !
هل هذا يعني أن الغاية لدى هؤلاء القوم تبرر الوسيلة؟ فإن كانت غايتهم إستفزاز إخوانهم في الدين وشركاءهم في الوطن، فلا بأس بأن يتخذوا من هذه المناسبة، التي "قد" تصادف في وقت ما يوم العاشر من المحرم، فيحيلوه الى "يوم الفرح والسرور"!
مفارقة غريبة عجيبة حقا بين التوجهين!
فما ضر هؤلاء "السلفيين" لو أنهم إحترموا مشاعر إخوانهم المسلمين الشيعة الذين يحيون هذه الذكرى الأليمة المتفق على حدوثها عند الفريقين «والتي هي بالمناسبة لا تخص الشيعة وحدهم!»، فصاموا "عاشوراء" بدون إظهار للفرح، طالما أن هذه المناسبة هي من موارد الإختلاف بين الفئتين، فلا حجر أو تدخل من طرف ضد شعائر الآخر؟!
[1] صفحة 370، نهج البلاغة، شرح الإمام محمد عبده، دار الكتب العلمية، بيروت-لبنان، الطبعة الأولى، 1410هـ - 1990م.
[2] حديث رقم 3708، سنن الترمذي، مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، موسوعة الحديث الشريف، وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، المملكة العربية السعودية.
[3] حديث رقم 3470، صحيح البخاري، مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، موسوعة الحديث الشريف، وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، المملكة العربية السعودية.
[4] حديث رقم 11351، مسند أحمد، موسوعة الحديث الشريف، وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، المملكة العربية السعودية.
[5] حديث رقم 1879، سنن الترمذي، موسوعة الحديث الشريف، وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، المملكة العربية السعودية.
[6] موسوعة ويكيبيديا الإلكترونية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
وَيْلٌ لِطُغَاةِ العَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبْ
أبُو طَالب الفَضْلي
قول الحق لم يبق لي صديق
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
راصد - إبراهيم اسماعيل - 24 / 12 / 2009م
تناقلت وسائل إعلامية أخبارا أن المسيحيين المتواجدين في مدينة البصرة، جنوب العراق، وفي لفتة كريمة من باب مراعاتهم لمشاعر شركائهم في الوطن «المسلمين الشيعة»، قرروا وبمبادرة ذاتية عدم إظهار فرحهم وإبتهاجهم وسرورهم للعلن بمناسبة ذكرى ميلاد السيد المسيح .
هذه الذكرى المجيدة والخالدة، التي لا تخص المسيحيين وحدهم، والتي تتوافق هذا العام مع ذكرى فاجعة الطف الأليمة التي يحييها المسلمون الشيعة كل عام حزنا على إستشهاد الإمام الحسين بن علي ، يتأجل الإحتفال بها إكراما لروح الشهيد وإحتراما لأحاسيس المفجوعين به.
تزامن هاتين "الشعيرتين" هذا العام هو نتيجة "حتمية" لأن الأولى تتبع التقويم الشمسي، بينما تتبع الأخرى التقويم القمري، والفارق بين التقويمين في عدد أيام السنة، كما هو معلوم، يجعل من توافق المناسبتين حدث يتكرر كل 33 سنة تقريبا.
لم يصر المسيحيون العراقيون «وهم أصحاب حق» على إحياء الذكرى السعيدة لميلاد عظيمهم وجيرانهم في الحي أو المدينة في حزن وحداد على شخصية أخرى عظيمة.
هذه هي لغة التسامح الفعلية النبيلة، والعيش المشترك الجميل، التي يتحلى بها المواطنون "المتحضرون" فيما بينهم.
هذه هي لغة العلاقات الإنسانية الراقية التي قال عنها أمير المؤمنين علي بن أبي طالب في ثنايا عهده لمالك الأشتر النخعي، لما ولاه على مصر: "... فإنهم «الناس» صنفان، إما أخ لك في الدين وإما نظير لك في الخلق..."[1] .
هذه هي اللغة التي تبني ولا تهدم، وتؤلف ولا تنفر، وتؤسس لسلام وأمن دائم يخدم مصالح الأفراد والمجتمعات والأوطان على حد سواء.
شكرا لهؤلاء الأخوة العراقيين المسيحيين الكرام وهنيئا للعراق والعراقيين بهم.
وتناقلت بعض وسائل الإعلام أخبارا لحدث آخر وفي دولة جارة للعراق من جهة البصرة، وأعني بها دولة الكويت الشقيقة.
الخبر هنا هو على النقيض من الأول تماما. لقد وضع بعض "السلفيين" لافتة "فتنة" كبيرة كتبوا عليها "عاشوراء يوم الفرح والسرور"!
نعم، لدى هؤلاء "المسلمين" يوم ذكرى إستشهاد سبط النبي ؛ "حُسَيْنٌ مِنِّي وَأَنَا مِنْ حُسَيْنٍ أَحَبَّ اللَّهُ مَنْ أَحَبَّ حُسَيْنًا حُسَيْنٌ سِبْطٌ مِنْ الْأَسْبَاطِ"[2] ؛ وريحانته؛ " هُمَا «الحسن والحسين» رَيْحَانَتَايَ مِنْ الدُّنْيَا "[3] ؛ وسيد شباب أهل الجنة؛ " الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ "،[4] ؛ الذي لقي ربه منافحا عن كرامة "الإنسان"، وثائرا ضد الظلم والطغيان، وتاركا خلفه صرخة مدوية في كل مكان وعبر الأزمان "هيهات منا الذلة"، لتبقى حرقة رحيله المفجع، في واقعة دموية مؤلمة، جذوة مشتعلة في قلوب المؤمنين، الباحثين عن العدالة حتى تحققها، أو حتى يأذن الله فيرث الأرض ومن عليها، هذا اليوم هو في قاموسهم الغريب المخزي يوم "الفرح والسرور"؛ وليس مجرد "فرح وسرور" بل المعرف بـ "أل" كناية عن الإستغراق فيهما!
ويصدر هذا ممن؟!
من الذين يستشكلون في إظهار أي مظهر من مظاهر الإبتهاج في كل شيء، حتى في مجرد التبسم في وجه الآخرين «وجوههم دائما عابسة»؛ " تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ "[5] ، بل ويحرمون إحياء ذكرى مولد أفضل الخلق، وخاتم المرسلين، ومنقذ البشرية، عليه وآله أفضل الصلاة وأزكى التسليم!
يخال لي أنهم بتحويلهم لهذا اليوم إلى يوم "الفرح والسرور" كأنهم بذلك يحيون "عيد الغفران" لدى اليهود، ذلك اليوم الذي يصادف اليوم "العاشر" من الشهر السابع في تقويمهم:
"عيد الغفران «Yom Kippur» أقدس وأهم الأعياد على الاطلاق لديهم:
اليوم العاشر من الشهر السابع Tishri من التقويم اليهودى. يوم الغفران ترجمة للاسم العبري "يوم كيبور"، وكلمة كيبور من أصل بابلي ومعناها "يطهر" والترجمة الحرفية للعبارة العبرية هي "يوم الكفارة"، ويوم الغفران هو في الواقع يوم صوم ولكنه مع هذا أضيف على أنه عيد، يطلق عليه اسم "سبت الأسبات" وهو اليوم الذي يطهر فيه اليهودي نفسه من كل ذنب.
وبحسب التراث الحاخامي، فإن يوم الغفران هو اليوم الذي نزل فيه موسى من سيناء، للمرة الثانية، ومعه لوحا الشريعة حيث أعلن أن الرب غفر لهم خطئيتهم في عبادة العجل الذهبي."[6] !
هل هذا يعني أن الغاية لدى هؤلاء القوم تبرر الوسيلة؟ فإن كانت غايتهم إستفزاز إخوانهم في الدين وشركاءهم في الوطن، فلا بأس بأن يتخذوا من هذه المناسبة، التي "قد" تصادف في وقت ما يوم العاشر من المحرم، فيحيلوه الى "يوم الفرح والسرور"!
مفارقة غريبة عجيبة حقا بين التوجهين!
فما ضر هؤلاء "السلفيين" لو أنهم إحترموا مشاعر إخوانهم المسلمين الشيعة الذين يحيون هذه الذكرى الأليمة المتفق على حدوثها عند الفريقين «والتي هي بالمناسبة لا تخص الشيعة وحدهم!»، فصاموا "عاشوراء" بدون إظهار للفرح، طالما أن هذه المناسبة هي من موارد الإختلاف بين الفئتين، فلا حجر أو تدخل من طرف ضد شعائر الآخر؟!
[1] صفحة 370، نهج البلاغة، شرح الإمام محمد عبده، دار الكتب العلمية، بيروت-لبنان، الطبعة الأولى، 1410هـ - 1990م.
[2] حديث رقم 3708، سنن الترمذي، مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، موسوعة الحديث الشريف، وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، المملكة العربية السعودية.
[3] حديث رقم 3470، صحيح البخاري، مناقب الحسن والحسين رضي الله عنهما، موسوعة الحديث الشريف، وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، المملكة العربية السعودية.
[4] حديث رقم 11351، مسند أحمد، موسوعة الحديث الشريف، وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، المملكة العربية السعودية.
[5] حديث رقم 1879، سنن الترمذي، موسوعة الحديث الشريف، وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، المملكة العربية السعودية.
[6] موسوعة ويكيبيديا الإلكترونية.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
وَيْلٌ لِطُغَاةِ العَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدْ اقْتَرَبْ
أبُو طَالب الفَضْلي
قول الحق لم يبق لي صديق
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
رد: مسيحيو العراق وجيرانهم سلفيو الكويت: مفارقة
يسلموو ع الموضوع
وربي يعطيك الف العافيه
مع تحياتي
ونهـ آآلم
وربي يعطيك الف العافيه
مع تحياتي
ونهـ آآلم
ونه آلم- مشرفة القسم العام
- عدد المساهمات : 24
نقاط : 5486
تاريخ التسجيل : 27/12/2009
الموقع : مدينة الاحزان
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى